عن إنسان إسمه .. جاد الصاري .

Posted: 2011/09/26 in غير مصنف
الوسوم:, , ,

أعتقد أن أكثر ” تابو ” بالنسبة لي هو الكتابة على صديقي ” جاد الصاري ” لأنني منذ مدة طويلة وأنا أحاول أن لا أواجه حقيقة أنني قد لا أرى جاد ثانية ، حقيقة أنه ذهب ولن يعود ثانية ، لنفس السبب كنت أتضايق حينما يكتب أحد آخر عنه ، أو يذكره ، لكنه قد جاء اليوم لكي أذكره كأفضل صديق لي خسرته ، جاء اليوم الذي أحكي عنك ، وعن قصتي معك أيها العزيز جاد ..

لا أدري لماذا يصر القدر على إيلامي بك أيها العزيز جاد ، أنت تعرف أنك كنت صديقي لفترة طويلة ، تبادلنا فيها وتشاركنا في العديد من الأفكار والمشاريع ، بل أقول لمن لا يعرف أن لولا جاد لما كانت هذه المدونة أصلاً ، وما كان أحمد البخاري ، لأنني كنت الفائز في مسابقته ” لأننا نهتم ” ، التي أطلقها في ذلك الوقت لتحفيز الشباب الليبي على التدوين ، وبعدها شجعني جاد أكثر ، وضمني في برنامجه ” شباب صوت وصورة ” ، وهو الذي كان طفرة في ليبيا آنذاك بكل معنى الكلمة ، جاد كان كتلة حماسية مشتعلة من أجل ليبيا وشبابها ، وجاد يتميز بشيء جميل جداً ، وهو أنه يحب أن يشاهد الآخريين متفوقين ، يحب أن يشاهد الشباب الليبي مبتكر وعصري وناجح .

نعم ، لقد كنا صديقين ، ولكن شاء القدر أن أقترب بجاد أكثر في بداية الثورة ، أقترب منه بشدة لدرجة أننا أصبحنا صديقين جداً ..، كنت أزوره شبه يومياً في بيته الواقع بجانب جزيرة الفرناج ، وكان يتصل بي دائماً ليسأل عني ونتبادل الأخبار بالألغاز .

لا يمكن تذكر جاد إلاّ أنه كان مناضلاً ضد هذا النظام ورافضاً له ، كان حانقاً جداً بكل معنى الكلمة ، وغاضباً لدرجة البكاء ، كان يخبرني بلكنته المميزة : ” اللعنة ، كيف يسكتون على هذا ” ، كان حانقاً على بعض أصدقائه لوقوفهم موقف ” الحياد ” على أكثر تقدير ، هؤلاء الأصدقاء الآن ” أنضموا مؤخراً للثورة ” ، ولكني لن أغفر لهم أبداً .. ليس لأنهم فعلوا شيء ، بل لأنهم أغضبوا في تلك الفترة جاد العزيز ..

ماذا يمكن أن أقول عن جاد ؟ ، أقول أنه كان من أفضل وأروع وأذكى شباب ليبيا ، الصديق والمدون أحمد بن وفاء تحدث عن بعض نشاطات ومشاريع جاد في تدوينته له ، يمكنكم الإطلاع عليها هنا ، ولكن يكفي أن أقول لكم أن جاد كان في فترة الثورة في صدد إطلاق مشروع أسمه ” أمن لي ” Amin.ly ، كانت فكرة هذا المشروع هو عمل داتا بيز كبيرة للهواتف المحمولة والسيارات وكل المقتنيات الشخصية لتستفيد بها مراكز الشرطة والمحلات في حالة سرقة هذه المقتنيات فلا تشتري المحلات أشياء مسروقة من خلال التأكد من هذه القاعدة ، كما تكون قاعدة معتمد عليها في مراكز الشرطة .

أنا وجاد كنا قد أطلقنا سنة 2010 مشروع بصمة ، وكنا قبل الثورة بأيام معدودة ندرس إمكانية إقامة الحفل الخاص بإطلاق المشروع وتوزيع جوائز ” العشرة الشباب الأكثر تميزاً لسنة 2010 ” ، وكان جاد متحسماً جداً لهذا الحفل الكبير .

هل تذكر تلك الرصاصة يا جاد ، والتي وجدناها معاً في شارع المقريف في بداية الثورة ، وهل تذكر ماذا قلت لك ، قلت لك أحتفظ بها يا صديقي .. لأنها ستكون ذكرى رائعة عندما ننتصر ..

جاد أيها العزيز ، سافرت دون أودعك خوفاً عليك ، لكن آخر شيء ذكرتنا به هو ، أن الدم الليبي خط أحمر ..

فلتكن هذه وصيتك الأخيرة لنا …

أحمد البخاري ..

التعليقات
  1. may كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله…

    لا ازال انتظر المعجزة ويظهر جادفى مكان ما كان مفقود ..لازال الامل موجود ..وان كان العكس فاحسبه عند الله شهيد حيا يرزق …جاد اراد التغير فان كنت صدقا صديقا اكمل ما بداء

    جاد رحمك الله اينما كنت

  2. يا الله ما اصعب الفراق عزيز علي القلب وقريب للروح يفقد بليلة ويترك في النفس الجروح
    اصبرو فالصبر دواء لا داء

  3. Abdullah_SH كتب:

    Jad knowing as one of libyan bloggerator since a while altough i dont know him in person but i respect his efforts through blogger world with other bloggerator, i heard about his disappearing but in the end no body yet so we can still believe he is a life somewhere !!

    Hope …..

    salam

  4. ولد البارة الطرابلسي كتب:

    السلام عليكم
    لله درك يابن العم
    ان لله وان اليه راجعون  

  5. Haneen كتب:

    و الله ماني مصدقة.. آاااااااه فقدناك يا جاد ..الله يرحمك 😦
    جاد اكثر من تابووو… جاد هو المعارض الوحيد الي دمعت عيناي لفقدانه ..الله يرحمه

  6. محسن جابر كتب:

    اللهم لغفر له وارحمه واحتسبه عندك من الشهداء هو ووالدي وكل شهداء الثورة

  7. um Nebras Fituri كتب:

    اسال الله العلي القددير ان تكون بخير اخونا جاد وتعود لاهلك سالما غانما يااارب وان كنت عند بارئك فاساله تعالى ان يحسبك عنده من الشهداء ويحشرك في زمرة الصدقين و الابرار ياااااااااااارب العالمين ويلهم اهلك واصدقائك وكل من يحبك الصبر والسلوان رحمك الله === بصراحة انا لا اعرفه عرفت عنه الكثير خلال الثورة واعرف بعض من اهله لا استغرب ان يكون بهدا الحب لوطنه وثقافته وعلمه فهو من سلالة عريقة تحب العلم والدين ومشكور يا اخي ااحمد البخاري على لمسة الوفاء لصديقك ولابن ليبيا البار جاد الصاري سيروا ع نهجه وهو مثل النجم الساطع يضئ لكم نور محبته وتشجيعه لكم بكل عمل تنجزونه لليبيا ثقوا وتاكدوا سيكون مثل الصدقة ع روحه الطاهرة وان شاء الله ان يكون من المفقودين الذين سيعودون يوما ياااااااااااااااااااااااااااااااارب

    رد

اترك رداً على Abdullah_SH إلغاء الرد