Posts Tagged ‘أحاديث نبوية’

human-rights

أحكام الشريعة الإسلامية هي الأحكام المستمدة من القرآن والسنة وإجماع علماء الأمة، وهذا كلام أعتقد متفقين فيه كلنا ..
ما نبيش أناقش شن معناها إجماع علماء الأمة في أمة أصبحت عشرات الأمم والملل والنحل، وما نبيش أناقش من هم المخولون وما هي صلاحياتهم ومن يعينهم.. لنتجاوز الموضوع مؤقتاً..

1ـ حضر العبودية وشبه العبودية
( العبودية غير محرمة في الإسلام )

2ـ حظر التعذيب والعقوبات القاسية واللاإنسانية والمهينة
( قطع اليدين والجلد والصلب عقوبات قاسية ولا إنسانية )

3- حظر العنف بكافة أشكاله .
( جواز ضرب المرأة للتعزير من قبل الزوج : القرآن : (واللاتي تخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)
السنة :
عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع : ( اتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ ذلك فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غير مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) . رواه مسلم ( 1218 ) .

4ـ الحق في المساواة بين المواطنين والمواطنات
( المرأة غير مساوية في الرجل في الشريعة في الشهادة والميراث والقوامة وحرية الزواج والطلاق وتولي المناصب بما فيها منصب رئاسة الدولة وهناك من يسوق الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة لعدم خروج المرأة من بيتها والقيادة والإختلاط والعمل وكلها بنصوص وأدلة من الكتاب والسنة)..

5ـ الحق في التعليم وإنفتاح مؤسسات التعليم على كافة التجارب الإنسانية.
ـ ضمان الحرية الأكاديمية والحق في تتبع المعرفة لذاتها.
( تحريم دراسة العلوم المنافية للعقيدة الإسلامية مثل نظرية داروين والإنفجار الكبير وغيرها من النظريات التي لا تتوافق مع الرؤية الإسلامية )

6ـ تكفل الدولة لكافة المواطنين والمواطنات الحق في التنقل وعدم جواز منع الإقامة أو التنقل أو فرض الإقامة الجبرية إلا بأمر قضائي، وحرية السفر ولا يكون المنع من السفر إلا بأمر قضائي.
( الأصل أن لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم لتوافر الأدلة من السنة على ذلك ومنها:
قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم, ولا يدخل عليها رجل إِلا ومعها محرم، فقال رجل: يا رسول الله إني أريد أن أخرج في جيش كذا وكذا وامرأتي تريد الحج. فقال: اخرج معها” (البخاري 1763).
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم إلا مع ذي محرم”(البخاري 1038، مسلم 1339).

7ـ الأفكار حرة طليقة وتضمن الدولة التعبير عنها .
( حرية التعبير غير مكفولة في الشريعة الإسلامية )

8ـ حرية التعبير والفكر والإبداع
( الموسيقى والفن والمسرح والرقص محرمان بأدلة شرعية كثيرة ).

9ـ حظر القذف والتشهير والتحريض على الكراهية والعنصرية والعنف وحظر التكفير .
( ………….)

10ـ لكل مواطن الحق في اختيار توجهاته السياسية وتضمن الدولة حق تشكيل الأحزاب السياسية والإنضمام إليها .
( هل تسمح الشريعة بتكوين والإنضمام إلى الأحزاب الليبرالية والعلمانية والشيوعية ؟؟ )

والآن .. ما الحل ؟؟؟ هل هناك حل ما لهذه المعضلة ؟؟ وهل تطلب منّا التخلي عن الشريعة الإسلامية ..!!

الحقيقة إن الحل شبه صعب لأن الشريعة الإسلامية لم يتم تجديدها منذ قفل باب الإجتهاد.. وما هو موجود من إجتهادات فقهية لا تواكب أدنى سقف في بنود الحريات والحقوق التي توصل لها الإنسان .. مع أن هناك إجتهادات فقهية حديثة للشريعة الإسلامية ترتقي بها لمصاف هذه الحقوق والحريات وهم أنطلقوا من قاعدة أن النص متغير وأن العقل مقدم على النقل وإعمال مبدأ التأويل ولكن المجددون شبه منبوذون من جل علماء ومذاهب الإسلام الحالية وليس لهم صوت.. في حين تسيد المشهد للمذاهب المتشددة والتفسيرات السابق ذكرها..


تدوينة اليوم تدوينة شائكة ، ومعقدة ، وتحتاج بالفعل سعة صدر ، ووقفة تأمل مع أنفسنا ، لأننا بالفعل أمام ظاهرة قد لا تبدو جلية أو واضحة إن لم نلاحظها ، ولكنها إن دققنا في حياتنا ، فسنجد أنها تبدو مميزة ، وواضحة إلى حد بعيد ..

ولكي تكون الأمور أكثر وضوحاً ، فسأحاول أن أختصر قدر الإمكان ، مع التركيز على النقاط الأكثر وضوحاً وحدة ، والحقيقة أننا كمسلمين ، أمام ظاهرتين خطيرتين ، كل منهما عكس الأخرى تماماً ، وإن كانتا متصلتين ببعضهما تمام الإتصال ..

الظاهرة الأولى : وهي ظاهرة تحفيظ القرآن ، وليس فهمه ، ورغم كون أننا البلد المشهورة بكثرة حفاظ القرآن ، يقال أننا بلد المليون حافظ ، إلا أننا في نفس الوقت لا نفقه شيئاً في هذا القرآن ، ولم نحاول أن نفهمه ، وهذا ما تدل عليه سلوكياتنا على الأقل في الشارع ، لقد أصبحنا كالحمار الذي يحمل أسفاراً على ظهره ، أصبحنا نلقن القرآن تلقيناً ، ولم نحاول أن نفهم ما بداخله ، أو نمتثل لما يدعو أبداً .

الظاهرة الثانية : الظاهرة الثانية هي إنتشار ثقافة تداول الأحاديث ، وإعتبارها المرجع الأساسي لديننا ، فرغم كوننا متدينون تدين سطحي يعتمد على فتاوي التلفاز ، أو البحث عن الإنترنت ، إلا أننا أصبحنا نتداول الأحاديث بكثرة ، مهملين في الوقت نفسه النص الأصلي والمرجع الأول للإسلام ، وهو القرآن ، فنجد الأحاديث يتم تداولها على الإنترنت والفيس البوك .. وتبنى عليها الأحكام والفتاوى ، والحلال والحرام ، بينما لا تداول ولا فهم للقرآن أبداً .

ولكن ماهي النتائج والمخاطر التي تنتج على هاتين الظاهرتين :
1 ـ هناك العديد من النتائج والمخاطر ، ولكن النتيجة الأخطر برأيي ، هو الإبتعاد عن جوهر الدين الحقيقي ، والذي هو القرآن الكريم ، كتاب الإسلام الأول ، وكلام الله ، أي الإبتعاد من الأساسيات والإقتراب من الفروع ، ففي القرآن تبرز المعاني العميقة لرسالة الإسلام الإنسانية ، فالقرآن يعالج المثل السامية ، كالعدل ، والديمقراطية ، والتسامح ، والمساواة ، بينما الأحاديث تركز على نمط الحياة في معظمها ، وهذا ما جعل تدينا مجرد تدين سطحي وشكلي ، فقد ركزنا على المعاملات واللباس وما إلى ذلك ، ونسينا القيم الجوهرية التي نادى بها الإسلام .

أيضاً القرآن الكريم كلام من الله ، وقد تعهد الله بحفظه إلى نهاية الأزل ، بينما الأحاديث فهي قابلة لأن تكون خاطئة أو محرفة أو قد تم تأليفها ، وربما هذا ما جعل الرسول دائماً يشدد على عدم تدوين أحاديثه مخافة التزوير فعن رواية مسلم و غيره قال الرسول: ” لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن، فمن كتب عني غير القرآن فليمحه”، مانعا كتابة الأحاديث ، وهذا ما أكده الصحابة في عدم ذكرهم الأحاديث إلا نادراً ، فلم يتم كتابة الأحاديث إلا مع بداية العصر العباسي ، أيضاً هناك شواهد كثيرة في التاريخ الإسلامي تؤكد حدوث ما كان يخشاه النبي ، كحادثة  عبد الكريم بن أبي العوجاء ، الذي قال عندما وضع السيف على عنقه سنة 155 هـ،: “والله لقد وضعت أربعة آلاف حديث حللت فيها الحرام و حرمت فيها الحلال ” . فكيف تركنا كلام تعهد الله بحفظه ، وبدأنا نركز ونأخد بكلام يقبل الزيادة والنقصان .

3 ـ نتيجة أخرى خطيرة هي أننا مع تركنا كتاب الله ، وعدم محاولة فهمه وتداوله ووضعه كمرجع أساسي لنا كمسلمين ، وبداية تداولنا للأحاديث ، وإعتمادها كنصوص تحرك حياتنا ، فذلك فيه نوع من مخادعة النفس ، والضحك عليها ، فعدد الأحاديث على أقل تقدير هي 100 ألف حديث (100.000 ح) .. فهل نحن نطبق كل هذا العدد ، أم اننا نطبق ونتداول ما هو في مصالحنا فقط ، وأفظع مثال هو أننا نجلد المرأة دائماً بأحاديث كثيرة ، في حين أننا لا نطبق أبسط الأحاديث كحديث عدم الإكثار في حشو المعدة بالطعام ( ثلثها طعام . وثلثها ماء . وثلثها هواء ) . فأصبح الدين يسير على أمزجتنا .

ولكن ما هو تفسير هذه الظاهرة ..؟؟ في رأيي هناك العديد من التفاسير ::

القيم الإنسانية الكبيرة كالعدالة والديمقراطية وعدم الظلم ، والإيثار والتخلص من الأنانية هي قيم صعبة التحقيق ، في حين أن اللباس والتصرف وإعفاء اللحية هي قيم سهلة التطبيق ، لذا أختار المسلم سهولة الفروع عندما عجز في ظل مشكلة تربوية حقيقية في غرز القيم الإنسانية الأساسية التي نادى بها الإسلام .

تعاظم الرمز وتضخمه على مدى السنوات ، وبسبب هزيمتنا أمام العالم فلم نجد إلا النبي محمد رسول الإسلام ، لنقوم بتأليهه ، بإعتبار الله شيء مشترك للعديد من الأمم ، لذا نجدنا لا نتورع في سب الله ، ودين الله يومياً ، ولكننا نخرج بأعداد غفيرة لو سب الرسول مرة واحدة .

سهولة تسيير الدين كما قلنا من قبل جماعات أو أشخاص ، أو دول بعينها ، وهو ما تم بالفعل في العصر العباسي والأموي .
في النهاية : ليس الغرض من هذه التدوينة هو الطعن في أحاديث وأقوال رسول الله ، أو تكذيبها ، ولكنها دعوة للعودة للأصول ، والجذور الحقيقية للتعاليم الإسلامية ، ووضع كل شيء في مكانه الأساسي ، وبحجمه الفعلي ، فإنني أخشى أن نبؤة عمر بن الخطاب قد تحققت ، فقد أراد عمر بن الخطاب أن يكتب السنن النبوية ، فطفق عمر يستخير الله شهرا، ثم أصبح يوما فقال: ” إني كنت أريد أن اكتب السنن، و إني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبُّوا عليها و تركوا كتاب الله، و إني و الله لا أشوب كتاب الله أبدا “.